يُعد مسجد عمرو بن العاص من أبرز المعالم الإسلامية وأحد أقدم المساجد في مصر وإفريقيا. فهو ليس مجرد مسجد للصلاة، بل يمثل جزءًا هامًا من التاريخ الإسلامي، حيث كان شاهدًا على بداية انتشار الإسلام في مصر. يروي المسجد قصة الفتح الإسلامي، ويعكس مزيجًا رائعًا من الفن المعماري الإسلامي والتاريخ العريق، مما يجعله وجهة رئيسية للزوار والمصلين.
موقع مسجد عمرو بن العاص
يقع المسجد في حي الفسطاط، وهو الحي الذي أسسه المسلمون ليكون عاصمة مصر بعد الفتح الإسلامي ، ويُعتبر من أبرز المعالم السياحية في القاهرة القديمة، بالقرب من الكنائس القبطية الشهيرة والمتحف القبطي، مما يجعله موقعًا متميزًا يجمع بين مختلف الحقب التاريخية والحضارات المتعاقبة التي مرت على مصر.
قصة بناء مسجد عمرو بن العاص
تم بناء المسجد في عام 642 ميلادية (21 هجريًا) بأمر من الصحابي الجليل عمرو بن العاص بعد فتح مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب و يُعتبر المسجد أول مسجد يُبنى في إفريقيا، وكان يُعرف في بداياته باسم "تاج الجوامع"، كما سُمي بـ "الجامع العتيق" نظرًا لقِدمه.
عندما قرر عمرو بن العاص بناء المسجد، كان الهدف منه أن يكون مركزًا للدعوة الإسلامية ولإدارة شؤون المسلمين في مصر. كان المسجد في بدايته بسيطًا جدًا، حيث بُني من الطوب اللبن، وسُقِف بجذوع النخيل وسعفه، وكان بلا مئذنة أو محراب بارز، لكنه تطور عبر العصور ليصبح تحفة معمارية فريدة.
سبب بناء المسجد
جاء بناء المسجد كجزء من تأسيس مدينة الفسطاط، ليكون مركزًا للمسلمين الجدد في مصر، ويجمع بين العبادة والتعليم وإدارة شؤون الدولة الإسلامية. وكان يُستخدم أيضًا كمكان للاجتماعات بين القادة المسلمين، ومركزًا لنشر العلم والشريعة الإسلامية.
شهد المسجد العديد من التعديلات والتوسعات، حيث حرص الحكام على مر العصور على تطويره وتزيينه:
- العصر الأموي والعباسي: تم توسيع المسجد وإضافة المحراب والمنبر.
- العصر الفاطمي: تم تزيينه بزخارف إسلامية جميلة وإضافة المئذنة.
- العصر العثماني والمملوكي: شهد المسجد تجديدات في السقف والأعمدة وزيادة عدد الأروقة.
- العصر الحديث: تم ترميم المسجد ليحافظ على رونقه التاريخي ويظل مكانًا للعبادة والسياحة الدينية.
المظاهر الجمالية لمسجد عمرو بن العاص
يتميز المسجد بتصميمه الفريد الذي يجمع بين البساطة والجمال، ومن أبرز مظاهره المعمارية:
- المحراب والمنبر:
- المحراب مصمم بشكل جميل بزخارف هندسية ونقوش إسلامية رائعة.
- المنبر مصنوع من الخشب المنقوش بتصميم إسلامي بديع، ويعتبر من أقدم المنابر في مصر.
2. الأعمدة الرخامية:
- يحتوي المسجد على أعمدة رخامية ضخمة، بعضها مأخوذ من المعابد الفرعونية القديمة، مما يضفي عليه طابعًا مميزًا يجمع بين الحضارات.
3.الأروقة الواسعة:
يتميز المسجد بساحاته الواسعة التي توفر للزوار شعورًا بالراحة والروحانية.
تم تصميم الأروقة بحيث تساعد على التهوية الجيدة، مما يجعل الجو داخل المسجد لطيفًا حتى في أيام الصيف الحارة.
4. القبة والمئذنة:
- على الرغم من أن المسجد لم يكن يحتوي على مئذنة في بدايته، فقد تمت إضافتها لاحقًا، وأصبحت من أهم معالمه.
- القبة تزين الجزء العلوي من المسجد، مما يعطيه طابعًا جماليًا خاصًا.
5. الفناء الواسع:
يضم المسجد فناءً كبيرًا تحيط به الأروقة، مما يجعله مكانًا مثاليًا للتأمل والعبادة في أجواء هادئة.
الدور الديني والعلمي لمسجد عمرو بن العاص
لم يكن المسجد مكانًا للصلاة فقط، بل كان مركزًا لنشر العلوم الإسلامية واللغة العربية. فقد شهد دروسًا ومحاضرات لكبار العلماء، وكان الطلاب يأتون إليه من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لطلب العلم.
مسجد عمرو بن العاص في رمضان
يُصبح المسجد في شهر رمضان أكثر حيوية وروحانية، حيث تزدحم ساحاته بالمصلين الذين يأتون من جميع أنحاء القاهرة لأداء صلاة التراويح وقيام الليل. وتُقام في المسجد حلقات الذكر والتلاوة، كما يتم تنظيم موائد الإفطار الجماعية التي تعكس روح المحبة والتكافل بين المسلمين.
لماذا يجب عليك زيارة مسجد عمرو بن العاص؟
- للاستمتاع بأجواء روحانية مميزة في واحد من أقدم المساجد الإسلامية.
- لاكتشاف جمال العمارة الإسلامية القديمة والتعرف على تاريخ الفتح الإسلامي لمصر.
- لحضور الدروس الدينية والاستماع إلى تلاوات رائعة للقرآن الكريم.
- لقضاء وقت ممتع في أحد أعرق الأماكن السياحية في القاهرة.
يظل مسجد عمرو بن العاص شاهدًا على التاريخ الإسلامي العريق في مصر، فهو ليس مجرد مسجد، بل رمز من رموز الحضارة الإسلامية. يجذب المسجد الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بجماله المعماري وأجوائه الروحانية. لذا، فإن زيارته تعد تجربة فريدة تمنحك نظرة عميقة على تاريخ الإسلام في مصر وعلى جمال العمارة الإسلامية.
.اذا كنت تريد قضاء هذه الجوله باسعار تناسب ميزانيتك يمكنك التواصل معنا كأفضل شركه سياحيه ف مصر والوطن العربي اذا كنت سعودي او مصري او من اي دوله اخرى ستسعدنا خدمتك