بدأ صلاح الدين الأيوبي في بناء قلعة فوق جبل المقطم في مكان كان يُعرف باسم "قبة الهواء"، ورغم أن المشروع بدأ في عهده، لم يتمم بناء القلعة خلال حياته، بل أكملها السلطان الكامل بن العادل، وكان الملك الكامل هو أول من سكن القلعة، واعتبرها مقرًا ملكيًا له، وظلت تُستخدم كدار للملك حتى فترة الخديوي إسماعيل.
وصف قلعة صلاح الدين
في الجهة الغربية للقلعة، يوجد الباب المدرج، الذي يحمل كتابة تاريخية تُشير إلى بناء القلعة. النص المكتوب هو: "بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة، المجاورة لمحروسة القاهرة التي جمعت نفعًا وتحسينًا وسعة على من التجأ إلى ظل ملكه وتحصينًا، مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه وولي عهده، الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد خليل أمير المؤمنين، علي يد أمير مملكته، ومعين دولته، قراقوش ابن عبد الله الملكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائة"، كما قام صلاح الدين بحفر بئر داخل القلعة، ليُحسن توفير المياه للجيش وسكان القلعة أثناء الحصار،
ما هو بئر قلعة صلاح الدين وقلعة صلاح الدين من الداخل
بئر القلعة، الذي يقع على عمق 90 مترًا، يعد من أبرز الإنجازات الهندسية في تلك الحقبة، وأهمية الموقع الاستراتيجي للقلعة أنه قلعة صلاح الدين الأيوبي من أبرز القلاع العسكرية التي تم إنشاؤها في العصور الوسطى، فقد تم اختيار موقعها بعناية ليكون ذا أهمية دفاعية بالغة، حيث يطل على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما يشكل الموقع حصنًا طبيعيًا يرتفع بين المدينتين، ما يجعلها قادرة على توفير اتصال آمن بين القلعة والمدينة، خصوصًا في حالات الحصار، مما يجعلها بمثابة المعقل الأخير للدفاع في حال سقوط المدينة في يد الأعداء. لقد شهدت القلعة العديد من الأحداث التاريخية البارزة، حيث مرت بتقلبات كبيرة خلال العصور الأيوبية والمملوكية، وصولًا إلى الحملة الفرنسية على مصر في عام 1798م، كما شهدت عهد محمد علي باشا الذي أعاد لها بريقها وعظمتها بعد أن كانت قد أصابتها بعض آثار الإهمال.
التطور العمراني للقلعة
السلطان الناصر صلاح الدين هو أول من فكّر في بناء القلعة على قمة جبل المقطم في عام 572 هـ/1176م. وكان وزيره بهاء الدين قراقوش هو من بدأ تنفيذ المشروع بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة في المنطقة، ثم بدأ بناء القلعة. كما قام العمال بنحت الصخور وأقاموا خندقًا اصطناعيًا لزيادة مناعة القلعة.
أبواب القلعة
يُعرف هذا الباب باسم باب المقطم نظرًا لموقعه بالقرب من برج المقطم، الذي يعود إلى العصر العثماني، وقد أُغلق الباب في فترة من الفترات، وافتتح في وقت لاحق بعد تجديدات قام بها محمد علي باشا، يمتد الطريق من باب الجبل إلى قلعة المقطم عبر الزلاقة الصاعدة.
في عام 1242هـ/1827م، بدأ محمد علي باشا في بناء الباب الجديد ليحل محل الباب القديم الذي كان قد أُنشئ في عهد صلاح الدين الأيوبي، وكان الباب الجديد مخصصًا لعبور العربات والمدافع، تم شق طريق خاص بالباب، وهو ما يُعرف الآن بشارع الباب الجديد أو سكة المحجر.
يُقال إن هذا الباب سُمي بالوسطاني لوقوعه بين ديوانين مهمين داخل القلعة، كما يُعرف البرج المقابل له باسم "برج الطبالين" بسبب قربه من دار العدل التي أنشأها الظاهر بيبرس.
الباب الداخلي للقلعة معروف باب برج القلعة، وكان يفصل بين المدينة العسكرية المحصنة في الشمال وبين المدينة السلطانية في الجنوب، وحاليًا يُعرف هذا الباب باسم بوابة المتحف الحربي.
ختامًا إن قلعة صلاح الدين الأيوبي لا تُعد فقط واحدة من أبرز المعالم السياحية في مصر، بل هي أيضًا شاهد على تاريخ طويل مليء بالتحولات السياسية والحروب، لذلك فهي تمثل وجهة مثالية لمحبي التاريخ والثقافة الذين يرغبون في استكشاف أبرز فترات التاريخ المصري، وتعتبر وجهة سياحية مميزة يقدمها لكم موقع "ويكندز" في رحلاتنا السياحية.